زلينسكي وترامب- دروس في السياسة والتفاوض من البيت الأبيض
المؤلف: أسامة يماني10.01.2025

واجه الرئيس الأوكراني، خلال لقائه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، سلسلة من التحديات المعقدة والمتداخلة، الأمر الذي استلزم تحليه بمهارات دبلوماسية رفيعة، وإعداد متقن، وفهم راسخ للسياسات الدولية والمحلية. وكان نجاحه في تخطي هذه العقبات يعتمد بشكل كبير على قدرته الفائقة على التكيف مع المستجدات، وإيصال رسائل جلية ومقنعة تصب في مصلحة أوكرانيا. إلا أن مجريات الأمور في البيت الأبيض، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه، إلى جانب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، كشفت بجلاء عن مدى هشاشة مواقف الرئيس الأوكراني في جوانب عدة، وقصوره البين، فضلاً عن عدم استعداده الكافي لهذا الاجتماع المصيري والبالغ الأهمية لدولة تعتمد بصورة كبيرة على دعم حليفتها. والأدهى من ذلك، مخالفة الرئيس الأوكراني لأبسط قواعد وأصول العمل السياسي. ويبدو أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي قد أساء تقدير الموقف، وظنّ أن المؤتمر الصحفي بمثابة مناظرة حادة بين مرشحين متنافسين يستعرضان برامجهما السياسية والاقتصادية. ومن هذه التجربة المريرة، يمكننا استخلاص دروس وعِبر قيّمة نستنير بها في حياتنا اليومية والسياسية والاقتصادية، وفي شتى مناحي الحياة.
أولاً: تجنب استخدام لغة غير مُتقنة أثناء الحوار:
من غير المستحسن بتاتاً استخدام لغة أجنبية غير مألوفة في حوار مع شخص يحمل أجندة تتعارض مع تلك التي تدافع عنها بشراسة. فالرئيس الأوكراني ليس متمكناً من اللغة الإنجليزية إتقاناً تاماً، ومع ذلك أدار حواراً مصيرياً بها، مما أفضى إلى سوء الفهم والانطباعات المغلوطة.
ثانياً: الإعداد المسبق والتحضير الجيد للاجتماع:
يجب التحضير المتقن لضمان سير الأمور على نحو سلس وتحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة عالية، وهو الأمر الذي غاب بشكل ملحوظ عن الطرف الأوكراني. خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تتفق مع الرواية الأوكرانية السائدة، وترى أن الأوكرانيين قد اقترفوا خطأً فادحاً بدخولهم حرباً خاسرة لا طائل منها.
ثالثاً: صياغة استراتيجية تفاوضية محكمة:
يجب تطوير استراتيجيات تفاوضية شاملة تتضمن تحديد المواقف بدقة، وتقدير مواقف الأطراف الأخرى بحصافة، وتحديد الأولويات بوضوح، والنقاط التي يمكن التنازل عنها بمرونة. فالحوار الحاد والملاسنة التي شهدها البيت الأبيض تكشف عن ضعف جلي في الاستراتيجيات التي تبناها الجانب الأوكراني. فالخطاب السياسي بقي على حاله دون تغيير، وهو نفس الخطاب الذي يقدمه للإدارة السابقة بقيادة جو بايدن وتدعمه الدول الأوروبية بقوة، في حين أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتبنى منظوراً مختلفاً تماماً. كما لم يقدم الرئيس الأوكراني أي تنازلات ملموسة للإدارة الجديدة.
رابعاً: الابتعاد عن الجدال العقيم والاكتفاء بتوضيح وجهة النظر بلباقة:
ليس من الحكمة بحال إلزام الطرف الآخر بوجهة نظرك أو الظهور أمام الجمهور بمظهر المتفوق بالحجة. فالأهم هو إيصال الفكرة بوضوح تام للطرف الآخر. وهذا ما لم يفعله الرئيس الأوكراني، إذ انخرط في مناظرة وجدال حاد مع الرئيس الأمريكي، مما لم يخدم مصالح بلاده على النحو الأمثل.
من خلال هذه التجربة، يمكننا استخلاص دروساً قيمة في فن التواصل والتفاوض والإعداد المتقن للمواقف الحاسمة. وهذه الدروس لا تقتصر على المجال السياسي فحسب، بل يمكن تطبيقها بفعالية في حياتنا اليومية والاقتصادية لتحقيق نتائج أفضل وتجنُّب سوء الفهم والخلافات غير المبررة.
أولاً: تجنب استخدام لغة غير مُتقنة أثناء الحوار:
من غير المستحسن بتاتاً استخدام لغة أجنبية غير مألوفة في حوار مع شخص يحمل أجندة تتعارض مع تلك التي تدافع عنها بشراسة. فالرئيس الأوكراني ليس متمكناً من اللغة الإنجليزية إتقاناً تاماً، ومع ذلك أدار حواراً مصيرياً بها، مما أفضى إلى سوء الفهم والانطباعات المغلوطة.
ثانياً: الإعداد المسبق والتحضير الجيد للاجتماع:
يجب التحضير المتقن لضمان سير الأمور على نحو سلس وتحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة عالية، وهو الأمر الذي غاب بشكل ملحوظ عن الطرف الأوكراني. خاصة وأن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تتفق مع الرواية الأوكرانية السائدة، وترى أن الأوكرانيين قد اقترفوا خطأً فادحاً بدخولهم حرباً خاسرة لا طائل منها.
ثالثاً: صياغة استراتيجية تفاوضية محكمة:
يجب تطوير استراتيجيات تفاوضية شاملة تتضمن تحديد المواقف بدقة، وتقدير مواقف الأطراف الأخرى بحصافة، وتحديد الأولويات بوضوح، والنقاط التي يمكن التنازل عنها بمرونة. فالحوار الحاد والملاسنة التي شهدها البيت الأبيض تكشف عن ضعف جلي في الاستراتيجيات التي تبناها الجانب الأوكراني. فالخطاب السياسي بقي على حاله دون تغيير، وهو نفس الخطاب الذي يقدمه للإدارة السابقة بقيادة جو بايدن وتدعمه الدول الأوروبية بقوة، في حين أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتبنى منظوراً مختلفاً تماماً. كما لم يقدم الرئيس الأوكراني أي تنازلات ملموسة للإدارة الجديدة.
رابعاً: الابتعاد عن الجدال العقيم والاكتفاء بتوضيح وجهة النظر بلباقة:
ليس من الحكمة بحال إلزام الطرف الآخر بوجهة نظرك أو الظهور أمام الجمهور بمظهر المتفوق بالحجة. فالأهم هو إيصال الفكرة بوضوح تام للطرف الآخر. وهذا ما لم يفعله الرئيس الأوكراني، إذ انخرط في مناظرة وجدال حاد مع الرئيس الأمريكي، مما لم يخدم مصالح بلاده على النحو الأمثل.
من خلال هذه التجربة، يمكننا استخلاص دروساً قيمة في فن التواصل والتفاوض والإعداد المتقن للمواقف الحاسمة. وهذه الدروس لا تقتصر على المجال السياسي فحسب، بل يمكن تطبيقها بفعالية في حياتنا اليومية والاقتصادية لتحقيق نتائج أفضل وتجنُّب سوء الفهم والخلافات غير المبررة.